سجادة في السيارة...قصة روعة سنفرحك ونجعل عينك تدمع
2 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
ريم22 عضو جديد
الجنس : المشاركات : 3تاريخ التسجيل : 10/02/2011
موضوع: سجادة في السيارة...قصة روعة سنفرحك ونجعل عينك تدمع الخميس فبراير 10, 2011 7:52 am
كنت مسافراً منذ أيام بين مدينتين من مدن عالمنا العربي .. الطريق بينهما صحراوي، والمسافة طويلة. كنت وحدي في السيارة وكان الطريق هادئاً والسيارات قليلة .. ليس هناك ما يمكن أن تشاهده على جنبات ذلك الطريق إلا الصحراء الشاسعة يمنة ويسرة. كنت أفكر ماذا يمكن أن يحدث لو تعطلت السيارة على ذلك الطريق، وأتجول بين أحلام اليقظة وشوارد الذهن مستغلاً الهدوء الذي قل أن يجده الإنسان في عالم اليوم. كان الوقت قبل المغرب بقليل .. ولم يكن هناك أي شيء يلفت الانتباه أو يشجع على الاستمتاع بالطريق .. فلم يكن هناك سوى الصحراء .. إلى أن أوشكت الشمس على المغيب. بدأت ألاحظ أن الكثير من السيارات تتوقف. لفت انتباهي هذا الأمر بداية عندما رأيت سيارة تسير أمامي تتمهل ثم تتوقف بهدوء على جانب الطريق. ظننت أن بها عطل ما .. فالمنطقة صحراوية تماماً .. ولكن ركاب السيارة لم يبد عليهم أي قلق أو توتر .. ثم رأيت سيارة ثانية وثالثة تتمهل ثم تتوقف أيضاً .. لاحظت أن نفس الأمر يتكرر على الجانب الآخر من الطريق السريع. انتبهت للأمر .. لماذا يتوقفون؟ المسافة بين المدينتين كبيرة .. ولا يوجد أي مدن أو مبرر للوقوف على الطريق. لقد غربت الشمس منذ دقائق .. فهل حقاً يتوقفون للصلاة؟ تساءلت .. وتوقف ذهني عن الشرود. بدأت أنتبه لجنبات الطريق التي ظهرت فجأة فيها الحياة.. السيارات التي تتوقف تمثل معظم فئات ومستويات مجتمع تلك الدولة .. بعضها سيارات فارهة .. والبعض الآخر سيارات صغيرة أو شاحنات .. سيارات بها أفراد .. وبعضها يجمع أسراً كاملة نزلت من السيارات، وبدأت تتوضأ على أطراف الطريق .. كي تبدأ الصلاة. هذه الصحراء التي كانت ميتة لا حياة فيها منذ دقائق فقط .. تحولت إلى مسجد طويل ممتد لعشرات الكيلومترات. تكرر نفس المنظر، وأنا أتابع المشهد لمدة فاقت نصف ساعة منذ غابت الشمس قطعت فيها أكثر من 50 كيلومتراً من الطريق الذي تحولت جنباته إلى مسجد ممتد امتداد النظر والبصر والخيال. لم أتعود أن أرى هذا المنظر مطلقاً في بلادي .. رغم أنها من أكبر بلاد المسلمين. قلت لنفسي .. معظم هؤلاء المسافرين يمكنهم جمع المغرب مع العشاء لأنهم مسافرون، والمسافة طويلة، ولكنهم مع ذلك توقفوا للصلاة. أحسست بالخجل من نفسي لأني كنت قبل قليل أتخوف لو توقفت السيارة لعطل في ذلك الطريق، وهم يتوقفون طواعية في تلك الصحراء .. والليل أقبل .. كي يصلون لله. لم يكن هناك أي سبب للصلاة في تلك الصحراء إلا تأدية الفرض والرغبة في مرضاة الله. بدأت أتمهل وأراقب الناس أكثر .. سألت نفسي .. كيف يتوضأون وعلى أي شيء يصلون؟ فالمنطقة صحراوية، والأتربة والرمال تحيط بالطريق من كل جانب. لاحظت أن معظم ركاب السيارات معهم زجاجات ماء وسجادات للصلاة. هؤلاء الناس مستعدون للصلاة ويفكرون فيها كما يفكرون في متاع واستعدادات الطريق. إن من يحمل سجادة صلاة في سيارته دائماً هو بالتأكيد من محبي الصلاة .. هكذا قلت لنفسي .. وحزنت أنني لم أملك من قبل في سيارتي سجادة صلاة. لم يسبق لي أبداً أن اشتريت سجادة صلاة لأضعها في سيارتي .. رغم ما يتعرض له الإنسان كثيراً من الحاجة إلى الصلاة، وعدم توفر مسجد قريب. شعرت أنني أقل من معظم من أمر بحانبهم الآن على جنبات الطريق .. فهم توقفوا للصلاة .. وأنا لم أتوقف .. وهم يصلون .. وأنا أكتفي بالمراقبة .. وهم يملكون سجادة صلاة يصلون عليها في أي مكان وأي وقت .. وأنا لم يسبق لي أن اشتريت لسيارتي سجادة صلاة. تفرغت كل حواسي لمتابعة ذلك المشهد الجليل. مررت بجانب فتاة في بداية مرحلة الشباب .. وهي تصلي وحدها خلف سيارة .. وتذكرت الأطفال الذين يضيعون الساعات الطوال في ألعاب الكمبيوتر .. والعبث بالأجهزة التي يسمونها "موبايلات". وهذه أسرة أخرى توقفت للصلاة وبعد انتهاء الصلاة وقف الأولاد يلعبون ويقفزون على حافة الطريق. وذاك رجل ساجد وحده ويطيل السجود .. تمنيت لو أوقفت السيارة لأسأله .. ما حملك على هذا؟ كنت أعلم الإجابة قطعاً .. فليس هناك في الصحراء الواسعة من يراقبه أو يسمعه أو يستجيب له إلا الله .. عجبت لمن يصفون أمة بها مثل هؤلاء أنها أمة متخلفة مقهورة .. لأنها ترفض الانصياع لمشروع الغرب .. لأنها أمة تصلي وتخشى الله. تحولت الصحراء في تلك الفترة إلى ساحة يملؤها النشاط. تذكرت كيف كنا – أيام إقامتي في الولايات المتحدة – نتوقف أحياناً للصلاة في مطار أو مكان عام. كنا دائماً نتلقى أسئلة كثيرة ممن يشاهدوننا ونحن في الصلاة. يسألوننا عما نفعل، ولماذا نصلي لله. بالطبع كان كل ذلك قبل أن يتهم المصلون أنهم دعاة إرهاب. إن الصلاة حدث فريد في عالم المسلمين، وهو يقطع بارتباطهم الحقيقي بالله. وحتى عندما يضطرون للصلاة خارج مساجدهم، فإن صلاتهم تذكر كل من يشاهدها أن هناك من يخشع لله في هذا الزمان. أتمنى أن يكون المقال سبباً أن يشتري أحد القراء سجادة صلاة يضعها في سيارته لعله يحتاجها يوماً ليصلي على جانب أحد الطرقات .. ويراه الناس فيتذكرون الصلاة .. ويتذكرون عظمة الله .. ويحمدونه على نعمة لم تعط لغيرنا، وهي أن الله قد جعل الأرض للمسلمين مسجداً وطهورا ومكاناً للصلاةً. المسلمون ليسوا متخلفين كما يقولون.. إن هذه الجباه التي تنحني لعظمة الله هي الخلاص الحقيقي للبشرية التي تغرق في بحور المادية والنفعية ونهب الآخرين. إن الحفاظ على نقاء الضمير الإنساني هو مجال المنافسة الذي لا يجب أن يسبقنا إليه أي شعب أو أمة أو مجتمع أو دين. وهذا هو دور أمتنا، وهذا هو سبب خيريتها، وليس غيره من الأسباب. إننا نملك أن نصبح أمة من العظماء. ألا يكفي أننا الوحيدون في عالم اليوم الذين نقاوم هيمنة المشروع الغربي على الفكر الإنساني المعاصر؟ ألا يكفي أننا مع كل الضعف الذي تتهم به الأمة لا زلنا نحمل رايات مقاومة الظلم والعدوان؟ ألا يكفي أننا رغم كل موجات الكراهية ضدنا .. لا زلنا نحب رسول الله، ولا زلنا نصلي على جوانب الطرقات، ولا زلنا نذكر العالم بعظمة الخالق جلا وعلا. حقاً .. ما أعظم المسلمين. أثق أن هناك من قرأ وهزأ بعنوان المقال وحدثته نفسه .. أين هي عظمة المسلمين التي يتحدث عنها كاتب المقال. لا أشك عندي أننا أمة تمر بكبوة .. وأؤكد مع ذلك على دور المفكرين في مساعدة الأمة على النهوض، وأتمنى أن يكون هذا الشخص قد استمر في القراءة ليشاركني الرأي أن المسلمين بحق عظماء